فصل: فصل في نصرة الظالم والمظلوم:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: موارد الظمآن لدروس الزمان



.موعظة:

عباد الله ما للألسن عن شكر نعم الله المتتالية قاصرة، وما للعيون إلى زهرة الحياة الدُّنْيَا الفانية ناظرة، وما للأقدام عن طَرِيق الهداية الواضحة حائرة وما للعزائم والهمم عن الْعَمَل الصالح فاترة وما للنفوس لا تتزود من التقوى وهي مسافرة وما لها لا تتأهب وتستعد للنقلة إلى دار الآخِرَة، أركونًا إلى الدُّنْيَا وقَدْ فرقت الجموع وكسرت أعناق الأكاسرة وقصرت آمال القياصرة وأدارت على أهلها من تقلبها الدائرة أم اغترارًا بالإقامة، ومطايا الأيام بكم في كُلّ لحظة سائرةٍ أم تسويفًا بالتوبة والأعمال فهذه وَاللهِ الفكرة والصفقة الخاسرة لَقَدْ رانت على القُلُوب قبائح الأعمال، وضربت عَلَيْهَا وعلى المسامَعَ من الذُّنُوب أقفالٌ فيا خجلة من سئل فعدم الجواب أو بجوابٍ يستحق عَلَيْهِ أليم الْعَذَاب ويا حَسْرَة من نوقش عن الدقيق والجليل في الآخِرَة الحساب، ويا ندامة من لم يحصل إِلا على الْغَضَب من الكريم الوهاب ويا خيبة من ماله إلى نار تلتهب إلى إحراقه التهابًا، فمتى تقبلون على الله بقُلُوب صادقة لا تنتهون من مفارقة الذُّنُوب بعزمة صادقة، لا في الصادقين تيقنون أنه ثابت لكم قدم، ولا في التائبين صحت لكم توبة وإقلاع وعزم وندم. ولا عَنْدَ تلاوة كتاب الله تقشعر منكم الجلود ولا عَنْدَ سماع المواعظ ترق منكم القُلُوب التي هِيَ أقسى من الجلمود فبماذا ترجون لحاق السعداء وكيف تطمعون في الفوز والنجاة معهم غدًا وأنتم تتبعون الخطايا بالخطايا وتبارزون.
الله بها في البكر والعشيا، فيا حَسْرَة نفوس أطمأَنْتَ إلى الدُّنْيَا دار الغرور، ويا خراب قُلُوب عمرت بأماني كُلّهَا باطل وزورٍ، ويا نفاذ أعمار ينقص منها كُلّ يوم وساعة ولا يزَادَ ويا خيبة مسافر يسير السير السريع وَهُوَ بلا زادٍ، فالبدار البدار عباد الله بالتوبة البدار والغنيمة الغنيمة قبل خروج وَقْت الاختيار، وإيتان وَقْت لا تقال فيه العثار:
نَسِيرُ إِلَى الأَجَالِ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ ** وَأَيَّامُنَا تُطْوَى وَهُنَّ مَرَاحِلُ

وَلَمْ نَرَ مِثْلَ الْمَوْتِ حَقًّا كَأَنَّهُ ** إِذَا مَا تَخَطَّتُهْ الأَمَانِي بَاطِلُ

تَرَحَّلْ مِن الدُّنْيَا بِزَادٍ مِنَ التُّقَى ** فَعُمْرَكَ أَيَّامٌ تُعَدُّ قَلائِلُ

آخر:
هِيَ الدُّنْيَا حَقِيقَتُهَا مُحَالٌ ** تَمُرُّ كَمَا يَمُرُّ بِكَ الْخَيَالُ

وَكَمْ قَدْ غَرَّ زُخْرُفُهَا رِجَالاً ** غُرُورَ ذَوِي الظَّمَا بِالْقَاعِ آلُ

سَوَاءٌ مَنْ أَقَلَّ التُّرْبُ مِنَّا ** وَمَنْ وَارَى مَعَالِمَهُ التُّرَابُ

وَإِنَّ مُزَايِل الْعَيْشِ اخْتِصَارًا ** مُسَاوٍ لِلَّذِينَ بَقُوا فَشَابُوا

وَأَوَّلُنَا الْعَنَاءُ إِذَا طَلَعْنَا ** إِلَى الدُّنْيَا وَآخِرُنَا الذَّهَابُ

آخر:
قَدْ نَادَتِ الدُّنْيَا عَلَى نَفْسِهَا ** لَوْ كَانَ فِي الْعَالَم مَنْ يَسْمَعُ

كَمْ آمِل خَيَّبْتُ آمَاله ** وَجَامِعِ بَدّدْتُ مَا يَجْمَعُ

آخر:
خَرَجْتُ مِن الدُّنْيَا كَأَنِّي لَمْ أَكُنْ ** دَخَلْتُ إليها قَطُّ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ

تَبَلَّغْتُ فِيهَا بِاليسِيرِ وَقَدْ كَفَى ** وَحَصَّلْتُ فِيهَا مَا عَمَرْتُ بِهِ قَبْرِي

يُؤَنِّسُنِي فِيهِ إِذَا مَا سَكَنْتُهُ ** وَنِعْم رَفِيقٌ صَاحِبٌ لِي إِلَى الْحَشْرِ

فَيَا عَامِرَ الدُّنْيَا رُوَيْدَكَ فَاقْتَصِرْ ** فَإِنَّ سِهَامَ الْمَوْتِ تَأْتِي وَمَا تَدْرِي

وَإِيَّاكَ وَالتَّفْرِيطَ فالْغَبْنُ كُلُّهُ ** لِمَنْ مُنِحَ الدُّنْيَا وَرَاحَ بِلا أَجْر

آخر:
عَلَى مِثْلِ هَذَا كُلُّ جَمْعٍ مَاله ** وِصَالُ وَتَفْرِيقُ يسر وَيُؤْلمُ

وَإِنْ مُنِعَ الْغُيَّابُ أَنْ يَقْدَمُوا لَنَا ** فَإِنَّا عَلَى غُيَّابِنَا سَوْفَ نَقْدَمُ

آخر:
يَا مُنْزِلاً لَعِبَ الزَّمَانُ بِأَهْلِهِ ** فَأَبَادَهُمْ بِتَفَرُّق وَسَيجُمَعُوا

ذَهَبَ الَّذِينَ يُعَاشُ فِي أَكْنَافِهِمْ ** وَبَقَى الَّذِينَ حَيَاتُهُمْ لا تَنْفَعُ

آخر:
وَعَضَتْكَ أَجْدَاثٌ وَهُنَّ صُمُوتُ ** وَأَصْحَابُهَا تَحْتَ التُّرَابُ خُفُوتُ

أَيَا جَامِعَ الدُّنْيَا لِغَيْرِ بَلاغِهِ ** لِمَنْ تَجْمَعِ الدُّنْيَا وَأَنْتَ تَمُوتُ

آخر:
يَا نَفْسُ مَا هِيَ إِلا صَبْرُ أَيَّامِ ** كَأَنَّ مُدَّتَهَا أَضْغَاثُ أَحْلامِ

يَا نَفْسُ جُوزِي عَنِ الدُّنْيَا مُبَادَرَةً ** وَخَلِّ عَنْهَا فَإِنَّ الْعَيْشَ قُدَّامِ

آخر:
تَقْنَ اللَّذَاذَةُ مِمَّنْ نَا لَذَّتَهَا ** مِن الْحَرَامِ وَيَبْقَى الإثْمُ وَالْعَارُ

تَبْقَى مَغَبَّةُ وُسُوءٍ مِنْ تَطَلُّبِهَا ** لا خَيْرَ فِي لَذَّةٍ مِنْ بَعْدِهَا النَّارُ

آخر:
بَنِي الدُّنْيَا أَقِلُوا الْهَمَّ فِيهَا ** فَمَا فِيهَا يَؤُولُ إِلَى الْفَوَاتِ

بِنَاءٌ لِلْخَرَابِ وَجَمْعُ مَالٍ ** لِيَفْنَى وَالتَّؤالُدُ لِلْمَمَات

اللَّهُمَّ وفقنا للإستعداد لما أمامنا واهدنا سبيل الرشاد ووفقنا للعمل الصالح ليوم المعاد واغفر لنا وَلِوالدينَا وَلِجَمِيعِ المُسْلمين الأحياء مِنْهُمْ والمَيتين بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وآله وصَحْبِهِ أَجْمَعِين.

.فصل في نصرة الظالم والمظلوم:

وعن أنس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم: «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا». فَقَالَ رجل: يَا رَسُولَ اللهِ أنصره إذا كَانَ مظلومًا؛ أفرَأَيْت إن كَانَ ظالمًا كيف أنصره؟ قال: «تحجزه أو تمنعه عن الظلم فإن ذَلِكَ نصره». رواه البخاري.
فالمظلوم في حقه أو ماله يمنع عَنْهُ الظلم ويرفع عَنْهُ الحيف بكل ما يستطاع من الوسائل والقصد أن تَكُون ايد مَعَ يد المظلوم حتى يأخذ حقه وأما نصر الظَالِم فمنعه عن الظلم فإن أراد استلاب مال حلت بينه وبينه وأخذت بيده.
وإن أراد البطش ببريء ضربت على يده إن كانت يدك أقوى من يده وتراعي الحكمة لئلا ينقلب ظالمًا لك وإن كانت النَّصِيحَة رادعة سلكتها وإِلا فتستعمل معه القوة حتى يرجع إلى الحق، وطرق الظلم كثيرةٌ جدًّا ووسائله جمةٌ وكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه.
ولا يختص الظلم بأرباب الوظائف والمناصب وأرباب الحكم والسُّلْطَان، حيث أن كلا ممن عدا هؤلاء رب بيت أو بيوتٍ، وزعيم أسرة وفي الأسرة الكبير والصغير والقوي والضعيف والخادم والأجير ولكل واحد من هؤلاء حقوق في أعناق المسؤلين وسيسألون عَنْهَا بل إنَّ الإِنْسَان ليعد ظالمًا إذا تعدى على حقوق نَفْسهُ الشخصية فقَدْ يكون مبذرًا وحالته تدعو إلى الاقتصاد وقَدْ يكون مقترًا وحالته تدعو إلى التيسير فمن ظلم الإِنْسَان لأهله سياستهم بالقَسْوَة كما يفعله بَعْضهمْ ظنًّا منه أنه مدعاة لاحترامهم له أو يبخل عَلَيْهمْ فلا ينفق النفقة الواجبة كأمثالهم أو لا يحسن معاشرتهم فقَدْ ذكر أن عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ ذات يوم مستلقيًا على ظهره في بيته وصبيانه يلعبون حوله فدخل عَلَيْهمْ.
أحد عماله فانكر ذَلِكَ عَلَيْهِ فَقَالَ له عمر: كيف أَنْتَ مَعَ أهلك؟ فَقَالَ: إذا دخلت سكت الناطق. فَقَالَ له عمر: اعتزل عملنا فإنك لا ترفق بأهلك وولدك فَكَيْفَ ترفق بأمة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وسلم ومن ظلمه لأولاده أن يتركهم بلا أمرٍ ولا نهيٍ ولا توجيهٍ ومَعَ هَذَا فربما وجدته أمر النَّاس البعيدين عَنْهُ بالمعروف وينهاهم عن الْمُنْكَر وقَدْ صدق عَلَيْهِ المثل:
كَمُرْضِعَةٍ أَوْلادَ أُخْرَى وَضَيَّعَتْ ** بَنِي بَطْنِهَا هَذَا الضَّلالُ عَنْ الْقَصْدِ

آخر:
كَتَارِكَةٍ بَيْضَهَا بِالْعَرَاءِ ** وَمُلْبِسَةٍ بَيْضَ أُخْرَى جَنَاحَا

ومن ظلمه لجيرانه أن لا يقوم بحق الجوار لَهُمْ، ولا يواسيهم بل ولا يكف شره وشر أولاده وأهله ولَقَدْ أوصى الله بالجار فقال: {والجار ذي القربى والجار الجنب}، وأوصى رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم به فَقَالَ: «ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورثه». وقيل: إن فلانة تصوم النَّهَارَ وتَقُوم الليل وهي سئية الخلق تؤذي جيرانها بلسانها.
فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وسلم: «لا خَيْر فيها، هِيَ من أَهْل النار».
يَلُومُونَنِي إِنْ بِعْتُ بِالرُّخْصِ مَنْزِلِي ** وَلَمْ يَعْلَمُوا جَارًا هُنَاكَ يَنْغِصُ

فَقُلْتُ لَهُمْ كَفُوا الْمَلامَ فَإِنَّمَا ** بِجِيرَانِهَا تَغْلُو الدِّيَارُ وَتَرَخُصُ

ومن ظلم القضاة الحيف مَعَ أحد الخصمين أو شهادة الشهود وشر أنواع الظلم ظلم ولاة الأمور لرعيتهم وإذا انتشر الظلم في أمة سلبت الأمن على الرواح والأموال والأعراض وانتشرت فيها المفاسد وسوء الأَخْلاق، وفشت فيها العداوة والبغضاء وأكل القوي الضعيف، وقُلْتُ فيها اليد العاملة، واتسع نطاق الجهل وتذهب من الأمة الشجاعة والحمية، ويحل محلها النفاق والملق، ويثمران النميمة ونقل الكلام والْغَضَب والسرقة والاختلاس ونهب أموال النَّاس والربا والتطفيف في المكاييل والموازين والتغرير بالعامل والغش والخيانة للوديع والأجير والجعيل والمقارض والشريك والوكيل وهَذَا كله من الظلم الَّذِي توعد الله أهله، وَقَالَ فيهم: {أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} ولكنها درجات متفاوتة والجزاء على كُلّ شَيْء بحسبه ولَقَدْ وصل النَّاس اليوم في ظلم بَعْضهمْ بعضًا إلى حد تقصر عن شرحه العبارة وَذَلِكَ أنهم لا يتهيبون ظلمًا إِلا إذا رأوا بجانبه إقامة الحد الشرعي فإذا أمن أحدهم من العقوبة الشرعية بطش بطش الجبارين، فإذا اشتهت نَفْسهُ قذف شخص قذفه مهما كَانَ نقي العرض وإذا اشتهت نَفْسهُ سب إنسان وشتمه سبه وشتمه بل ولعنه والعياذ بِاللهِ وإذا اشتهت نَفْسهُ غيبة غَافِل أو بهته إغتابه وبهته وإذا اشتهت نَفْسهُ ضربه مال عَلَيْهِ وضربه ضربًا لا رحمة معه وإذا همت بأكل ماله نفذ ذَلِكَ بغاية الجرأة والوقاحة وبطرق شتى مسلكها يهون وإن سولت له نَفْسهُ أن يطعن بنسب إنسان وحسبه طعن طعنًا تقشعر منه الأبدان وإذا زينت له نَفْسهُ أن يقتل إنسانَا أراق دمه في الحال غير مفكر وغير متندم وهكَذَا من توغل في الظلم وأمن العقوبة لا يقوم في نَفْسهُ لون من الظلم إِلا نفذه مسرعًا كأنه لا يؤمن بالبعث ولا بالموت ولا بأن الجزاء واقع على الأعمال ولذَلِكَ تَرَى نيران الظلم تلتهب في أنحاء الدُّنْيَا بحالة تزعج الناظرين ولَقَدْ غفل النَّاس عن عواقب الظلم دنيًا وأخرى ولو علموا أن شقاء الدُّنْيَا والآخِرَة وليد الظلم وأثر مِمَّا له من آثار ما دنا من الظلم أحد ولو لبهيم لا يحسب له أدنى حساب فالظلم يتغير منه قلب المظلوم ويتفاوت التغير بتفاوت ما للظلم من مقدار وعَلَى قَدْرِ ذَلِكَ الظلم يكون الْغَضَب والانتقام، خصوصًا إذا كَانَ المظلوم ضعيفًا لا ناصر له.
خَفِ اللهَ فِي ظُلْمِ الْوَرَى وَاحْذَرَنَّهُ ** وَخَفْ يَوْمَ عَضّ الظَّالِمِينَ عَلَى اليدِ

وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ يُهْمِلُ خَلْقَهُ ** وَلَكِنَّهُ يُمْلِي لِمَنْ شَاءَ إِلَى الْغَدِ

آخر:
إِذَا مَا الظَّلُومُ اسْتَحْسَنَ الظُّلْمَ مَذْهَبًا ** وَلَجَّ عُتُوًا فِي قَبِيحِ اكْتِسَابِهِ

فَكِلْهُ إِلَى صِرْفِ إلَّيالي فَإِنَّهَا ** سَيَبْدُوا لَهُ مَا لَمْ يَكُنْ فِي حِسَابِهِ

فَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا ظَالِمًا مُتَمَرِّدًا ** يَرَى النَّجْمَ تِيهًا تَحْتَ ظِلِّ رِكَابِه

فَعَمَّا قَلِيلٍ وَهُوَ فِي غَفَلاتِهِ ** أَنَاخَتْ صُرُوفُ الْحَادِثَاتِ بِبَابِهِ

فَأَصْبَحَ لا مَالٌ وَلا جَاهٌ يُرْتَجَى ** وَلا حَسَنَاتٌ يَلْتَقِي فِي كِتَابِهِ

وَجُوزِي بِالأَمْرِ الَّذِي كَانَ فَاعِلاً ** وَصَبَّ عَلَيْهِ اللهُ سَوْطَ عَذَابِه

آخر:
يَا غَافِلَ الْقَلْبِ عَنْ ذِكْرِ الْمَنِيَّاتِ ** عَمَّا قَلِيل سَتُلقَى بَيْنَ أَمْوَات

فَاذْكُرْ مَحَلَّكَ مِنْ قَبْلِ الْحُلُولِ بِهِ ** وَتُبْ إِلَى اللهِ مِنْ لَهْوٍ وَلَذَّاتِ

إِنَّ الْحَمَامَ لَهُ وَقْتٌ إِلَى أَجَلٍ ** فَاذْكُرْ مَصَائِبَ أَيَّامٍ وَسَاعَاتِ

لا تَطْمَئِنَّ إِلَى الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا ** قَدْ آن لِلْمَوْتِ يَا ذَا اللبِّ أَنْ يَأْتِي

اللَّهُمَّ اجعلنا ممن أفاق لنفسه وفاق بالتحفظ أبناء جنسه وأعد عدة تصلح لرمسه واستدراك في يومه ما ضيعه في أمسه واغفر لنا وَلِوالدينَا وَلِجَمِيعِ المُسْلمين اللَّهُمَّ احفظنا من المخالفة والعصيان ولا تؤاخذنا بجرائمنا وما وقع منا من الخطأ والنسيان واغفر لنا وَلِوالدينَا وَلِجَمِيعِ المُسْلمين الأحياء مِنْهُمْ والمَيتين بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وآله وصَحْبِهِ أَجْمَعِين.

.موعظة:

عباد الله لَقَدْ امتلأت الأَرْض من الشر ووسائله. وضجت وما فيها مِمَّا وصل إليه من المعاصي الإِنْسَان وإن شئت فزر أي جهةٍ من جهات العَالِم وتَرَى ما يتقطع له قلبك حسرات افتتن النَّاس بزخارف الدُّنْيَا فاستولت على قُلُوبهمْ وملكتها فنسوا يوم الحساب وأصبحت المعاصي أمرًا مألوفًا عَنْدَ كثير من النَّاس وغلب المستقيمون على أمرهم فلم يستطيعوا إزالتها فتمادى المجرمون على انتهاك الآداب فتفاقم الخطب ثُمَّ تفاقم إلى أن التهبت الدُّنْيَا بالموبقات خف الزنى الَّذِي هُوَ من كبائر الذُّنُوب حتى صار الغيور الْمُنْكَر به المقبح يسمى رجعيًّا لا يعرف الحرية مَعَ أن الزنى من بين المعاصي عار تسود له الوجوه، وتنتكس له الرؤوس وتنهدم به بيوت المجد العاية، وهان التعامل بالربا مَعَ أنه من بين سائر المعاصي قَدْ توعد الله فاعله المستمر على التعامل به بالحرب وقارف كثير من النَّاس المسكرات مَعَ أن الخمر أم الخبائث وهذه شهادة الزور قَدْ هأَنْتَ مَعَ أنها من عظائم الذُّنُوب وهذه فاحشة اللواط قَدْ انتشرت انتشار الوباء مَعَ أن القرآن يحكي عن أمة كانت تفعل ذَلِكَ أنها خسف بها، وأمطرت عَلَيْهَا حجارة من سجيل وأما الأَرْض فهان اغتصابها مَعَ أن المغتصب يكون طوقًا لمغتصبه في دار الانتقام، وأما الأموال والأعراض فحدث عن الاستخفاف بها وانتهاكها ولا حرج وهَذَا الغش قَدْ صار عادةً لا يكاد يسلم منه معامل مَعَ أن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم قال: «من غشنا فلَيْسَ منا». وهَذَا حلق اللحية قَدْ أصبح عَنْدَ كثير من النَّاس كأنه واجب مَعَ أمر النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم بإعفائها هَذَا وأضعاف أضعافه حاصل في هَذَا العصر المظلم الحالك الَّذِي عادة فيه غربة الدين.
سَمَّوْكَ يَا عَصْرَ الظَّلامِ سَفَاهَةً ** عَصْرَ الضِّيَاءِ وَأَنْتَ شَرُّ الأَعْصُرِ

وَتَقَدَّمَتْ فِيكَ الْحَضَارَةُ حَسْبَمَا ** قَالُوا فِيَا وَحْشِيَّةَ الْمُتَحَضِّرِ

وَالْعِلْمُ قَدْ يَأْتِي بِكُلِّ بَلِيَّةٍ ** وَيَسِيرُ نَحْوَ الْمَوْتِ بِالْمُسْتَبْصِر

آخر:
وَلا خَيْر فِي الدُّنْيَا وَلا فِي نَعِيمِهَا ** إِذَا انْحَطَّتِ الْبَازَاتُ وَارْتَفَعَ الْبَطُّ

آخر:
لَقَدْ أُخِّرَ التَّصْدِيرُ عَنْ مُسْتَحَقِّهِ ** وَقُدِّمَ غَمْرٌ جَامِدُ الذُّهْنِ خَامِدُهُ

آخر:
إِذَا لَمْ يَكُنْ صَدْرُ الْمَجَالِسِ سَيِّدًا ** فَلا خَيْرَ فِيمَنْ صَدَّرَتْهُ الْمَجَالِسُ

وَكَمْ قَائِلٍ مَا لي رَأَيْتُكَ رَاجِلاً ** فَقُلْتُ لَهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَارِسُ

آخر:
لا يَغُرَّنَكُمْ عُلُوُّ لَئِييْم ** فَعُلُّوُه لا يَسْتَحِقُّ سِفَالٍ

فَارْتِفَاعُ الْغَرِيق فِيهِ فُضُوحِ ** وَعُلُو الْمَصْلُوبِ فِيهِ نَكَالْ

آخر:
هَذَا الزَّمَان عَلَى مَا فِيهِ مِنْ عِوَجٍ ** حَكَى انْقِلابَ لَيَإليه بِأَهْلِيهِ

غَدِيرَ مَاءٍ تَرَآ فِي جَوَانِبِهِ ** خِيَالُ قَوْمٍ تَمَشَّوْا فِي نَوَاحِيهِ

فَالرَّأْسُ يُنْظَرُ مَنْكُوسًا أَسَافلُهُ ** وَالرِّجْلُ تُنْظَرُ مَرْفُوعًا أَعَالِيهِ

آخر:
وَعَاشَ بِدَعْوَى الْعِلْمِ نَاسُ وَمَا لَهُمْ ** مِن الْعِلْمِ حَظُّ لا بِعَقْل وَلا نَقْلِ

آخر:
وَقْتُ عَلا قَدْرُ الْوَضِيعِ بِهِ ** وَغَدا الشَّرِيفُ يَحُطُّهُ شَرَفُهْ

كَالْبَحْرِ يَرْسُبُ فِيهِ لُؤْلُؤهُ ** سِفْلاً وَيَطْفُو فَوْقَهُ جِيفُهْ

اللَّهُمَّ ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب الْعَمَل الَّذِي يقربنا إلى حبك وألهمنا ذكرك وشكك ووفقنا للقيام بحقك وخلصنا من حقوق خلقك ورضنا باليسير من رزقك يا خَيْر من دعاه داعٍ وأفضل من رجاه راج، يا قاضي الحاجات ومجيب الدعوات هب لنا ما سألناه وحقق رجاءنا فيما تمنيناه يا من يملك حوائج السائلين ويعلم ما في صدور الصامتين أذقنا برد عفوك وحلاوة مغفرتك واغفر لنا وَلِوالدينَا وَلِجَمِيعِ المُسْلمين بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وآله وصَحْبِهِ أَجْمَعِين.

.فصل في بيان أن الظلم لا يباح بحال حتى مع الكفار:

قال شيخ الإسلام رَحِمَهُ اللهُ: والظلم لا يباح بحال حتى أن الله تَعَالَى قَدْ أوجب على الْمُؤْمِنِين أن يعدلوا على الكفار في قوله: {كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} والْمُؤْمِنِين كَانُوا يعادون الكفار بأمر الله فَقَالَ تَعَالَى: {لا يحملنكم بغضكم للكفار على أن لا تعدلوا بل اعدلوا عَلَيْهمْ فإنه أقرب للتقوى} وحينئذ فهؤلاء المشركين لَيْسَ لبَعْضهمْ أن يفعل ما به يظلم غيره بل إما أن يؤدي قسطه فيكون محسنًا ولَيْسَ له أن يمتنع عن أداء قسطه من ذَلِكَ الْمَال امتناعًا يؤخذ به قسطه من سائر الشركاء فيتضاعف الظلم عَلَيْهمْ.
فإن الْمَال إذا كَانَ يؤخذ لا محالة وامتنع بجاهٍ أو رشوةٍ أو غيرهما كَانَ قَدْ ظلم من يؤخذ منه القسط الَّذِي يخصه، ولَيْسَ هَذَا بمنزلة أن يدفع عن نَفْسهُ الظلم من غير ظلم لغيره فإن هَذَا جائز مثل أن يمتنع عن أداء ما يخصه، فلا يؤخذ ذَلِكَ منه ولا من غيره.
وهَذَا كالوظائف السلطانية التي توضع على القرى، مثل أن يوضع عَلَيْهمْ عشرة آلاف درهم فيطلب من له جاه بأمرةٍ أو مشيخةٍ أو رشوةٍ أو غير ذَلِكَ أن لا يخذ منه شيء وهم لابد لهم من أخذ جميع المال وإذا فعل ذلك أخذ ما يخصه من الشركاء فيمتنع من أخذ ما ينوبه ويؤخذ من سائر الشركاء فإن هَذَا ظلم منه لشركائه لأن هَذَا لم يدفع الظلم عن نَفْسهُ إِلا بظلم شركائه وهَذَا لا يجوز.
ولَيْسَ له أن يَقُولُ: أَنَا لم أظلمهم، بل ظلمهم من أخذ مِنْهُمْ الحصتين لأنه يُقَالُ أولاً: هَذَا الطالب قَدْ يكون مأمورًا ممن فوقه أن يأخذ ذَلِكَ الْمَال فلا يسقط عن بَعْضهمْ نصيبه إِلا إذا أخذه من أخذه من نصيب الآخِر فيكون أمره بأن لا يأخذ أمرًا بالظلم.
الثاني: أنه لو فرض أنه الآمر الأعلى فعَلَيْهِ أن يعدل بينهم فيما يطلبه مِنْهُمْ وأن أصل الطلب ظلمًا فعَلَيْهِ أن يعدل في هَذَا الظلم ولا يظلم فيه ظلمًا ثانيًا فيبقى ظلمًا مكررًا فإن الواحد منهم إذا كان قسطه مائة فطولب بمائتين كان قد ظلم ظلمًا مكررًا بخلاف ما إذا أخذ من كُلّ قسطه، ولأن النُّفُوس ترضى بالعدل بينها بالحرمان وفيما يؤخذ منها ظلمًا ولا ترضى بأن يخص بعضها بالعطاء أو الإعفاء.
الثالث: أنه إذا طلب من القاهر أن لا يأخذ منه وَهُوَ يعلم أنه يضع قسطه على غيره فقَدْ أمره بما يعلم أنه يظلم فيه غيره.
ولَيْسَ للإنسان أن يطلب من غيره ما يظلم فيه غيره وإن كَانَ هُوَ لم يأمره بالظلم كمن يولي شخصًا ويأمره أن لا يظلم وَهُوَ يعلم أنه يظلم فلَيْسَ له وكذلك من وكل وكيلاً وأمره أن لا يظلم وهو يعلم أنه يظلم فليس له أن يوليه ومن طلب من غيره أن يوفيه دينه من ماله الحلال وَهُوَ يعلم أنه لا يوفيه إِلا مِمَّا ظلمه من النَّاس وكَذَلِكَ إذا طلب منه أن يعفيه من الظلم وَهُوَ يعلم أنه لا يعفيه إِلا بظلم غيره فلَيْسَ له أن يطلب منه ذَلِكَ. اهـ.
وَقَالَ في تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين لما عد بعض الكبائر قال: ومنها الدخول على الظلمة بغير قصد صحيح بل إعانة لَهُمْ وتوقيرًا ومحبةً، قال الله تَعَالَى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثُمَّ وَالْعُدْوَانِ}، وَقَالَ تَعَالَى: {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ} وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم قال: «ستَكُون أمراء، من دخل عَلَيْهمْ فأعانهم على ظلمهم وصدقهم بكذبهم فلَيْسَ مني، ولست منه، ولن يرد على الحوض». رواه أَحَمَد والبزار بإسناد رجاله رِجَال الصحيح وابن حبان في صحيحه وهَذَا لفظه وساق غير هَذَا الْحَدِيث حول هَذَا الموضوع ثُمَّ قال: قَدْ يَقُولُ من اعتاد الدخول على الملوك الظلمة والقضاة الخونة إنما قصدي بذَلِكَ نصر المظلوم أو مساعدة ضعيف أو دفع ظلامة أو التسبب في معروف ونحو ذَلِكَ وهَذَا لا يخلو إما أن يكون ممن يتناول من مآكلهم ومشاربهم، ويشاركهم في مقاصدهم ومآربهم، ويقبل من أموالهم التي اكتسبوها من الجهات المحرمَاتَ أو وجوه المظَالِم والمكوس والمصادرات، ويداهنهم فيما يراه عندهم من المنكرات، فهَذَا لا يحتاج النظر في سوء حاله إلى دَلِيل إذ يشهد كُلّ ذي بصيرة أنه ضال عن سواء السبيل وأنه من: {بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} ويزعمون أنهم: {مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ} ثُمَّ قال: ليت شعري كيف يمكن من يأكل من أموالهم، أن ينكر قبيح أفعالهم، وأنى يرجع الظَالِم مِنْهُمْ إليه وَهُوَ يرى منته في الصحبة واللقمة عَلَيْهِ، وكيف يقبل منه الكلام وباطنه قَدْ امتلأ من ماله الحرام.
واختصار الكلام في مثل هَذَا أليق والسَّلام وإن كَانَ ممن يعف عن مآكلهم ومشاربهم ولا يقبل مِنْهُمْ إدرارًا ولا صلةً وينكر عَلَيْهمْ ما قَدْ يراه عندهم من المنكر فهَذَا في محل اشتباه والحالة ميزان يعلم بها صحته من سقمه وَهُوَ أن يرى أنه كالمكره في دخوله عَلَيْهمْ وكلامه معهم ويود أن لو كفي بغيره ولو انتصر المظلوم بسواه ولا يتبجح بصحبتهم ولا بالاجتماع عَلَيْهمْ ولا في فلتات لِسَانه قُلْتُ للسلطان وَقَالَ لي السُّلْطَان وانتصر بي فلان فنصرته وطلب مني المساعدة فلان فساعدته ونحو ذَلِكَ ولو قدم السُّلْطَان المعروف لما شق عَلَيْهِ ذَلِكَ بل يجد عنده انشراحًا بذَلِكَ وفرحًا به إذا كفاه الله التعرض إلى هَذَا الخطر العَظِيم بما لا يثق بصحة قصده فيه، ولا يقطع بإخلاص نيته في القيام به. انتهى.
يَا طَالِبَ الْعِلْمِ مَهْلاً لا تُدَنِّسُهُ ** بِالْمُوبِقَاتِ فَمَا لِلْعِلْمِ مِنْ خَلَفِ

الْعِلْمُ يَرْفَعُ بَيْتًا لا عِمَادَ لَهُ ** وَالْجَهْلُ يَهْدِمُ بَيْتَ الْعِزِّ وَالشَّرَفِ

آخر:
فَمَا لَكَ وَالْبَقَاءَ بِدَارِ ذُلٍّ ** وَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةُ الْفَضَاءِ

إِذَا خَانَ الأَمِيرُ وَكَاتِبَاهُ ** وَقَاضِي الأَرْضِ دَاهَنَ فِي الْقَضَاءِ

فَوَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ** لِقَاضِي الأَرْضِ مِنْ قَاضِي السَّمَاء

آخر:
عَنَوا يَطْلُبُونَ الْعِلْمَ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ ** شَبَابًا فَلَمَّا حَصَّلُوهُ وَحَشَّرُوا

وَصَحَّ لَهُمْ إِسْنَادُهُ وَأُصُولُهُ ** وَصَارُوا شُيُوخًا ضَيَّعُوهُ وَأَدْبَرُوا

وَمَالُوا عَلَى الدُّنْيَا فَهُمْ يَحْلُبُونَهَا ** بِأَخْلافِهَا مَفْتُوحَةً لا تُصَرَّرُوا

فَيَا عُلَمَاءَ السُّوءِ أَيْنَ عُقُولُكُمْ ** وَأَيْنَ الْحَدِيثُ الْمُسْنَدُ الْمُتَخَيِّرُ

آخر:
رَأَيْتُ فَقِيهَ الشَّكْلِ لا عِلْمَ عِنْدَهُ ** وَيَقْنَعُ مِنْ حَالِ الْفَقَاهَةِ بِالاسمِ

آخر:
فَقُلْتُ وَقَدْ وَافَى بِتَضْلِيعِ عِمَّةٍ ** تَضَلَّعَ جَهْلاً مَا تَضَلَّعَ بِالْعِلْم

عَجِبْتُ لأَهْلِ الْعِلْمِ كَيْفَ تَشَاغَلُوا ** عَنِ الْعِلْمِ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَ الْمَمَالِكِ

يَطُوفُونَ حَوْلَ الظَّالِمِينَ كَأَنَّمَا ** يَطُوفُونَ حَوْلَ الْبَيْتِ وَقْتَ الْمَنَاسِك

آخر:
دَعِ الْمَنَاصِبْ لِنَاسٍ يُشْغَفُونَ بِهَا ** وَاضْرِبْ عَلَى النَّفْسِ لا تَسْمَعْ دَعَاوِيهَا

لا يَعْرِفُ الزُّهْدَ إِلا كُلُّ مَنْ عَزَفَت ** نَفْسٌ لَهُ عَنْ هَوَى الدُّنْيَا وَطَارِيهَا

وَاسْتَدْرَكَ الْعُمْرَ فِي الْقُرْآنِ يَقْرَؤُهُ ** وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مَعْ كُتبٍ تُدَانِيهَا

اللَّهُمَّ إنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والعزيمة على الرشد والغنيمة من كُلّ بر والسلامة من كُلّ إثُمَّ ونسألك أن تغفر لنا.
اللَّهُمَّ ثَبِّتْ قواعد الإِيمَان في قلوبنا وشيد فيها بنيانه ووطد فيها أركانه وألهمنا ذكرك وشكرك ووفقنا بِطَاعَتكَ وامتثال أمرك وآتنا في الدُّنْيَا حسنة وفي الآخِرَة حسنة وقنا عذاب النار واغفر لنا وَلِوالدينَا وَجَمِيعِ المُسْلمين بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وآله وصَحْبِهِ أَجْمَعِين.